شرح كتاب
شرح نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر
للشيخ وصي الله بن محمد عباس ـ حفظه الله ـ
أما بعد:
سلسلة دروس شرح نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر |
||
إستماع |
العنوان |
|
|
مقدمة المؤلف، الحديث والخبر، الإسناد، المتواتر |
01 |
|
المتواتر، الآحاد، المشهور، المستفيض، العزيز |
02 |
|
الغريب، حديث الآحاد |
03 |
|
حديث الآحاد، أقسام الغريب، الحديث الصحيح، شروط الصحيح،
العدالة |
04 |
|
العدالة، رتب الصحيح، المقارنة بين البخاري ومسلم |
05 |
|
رتب الصحيح، الحسن، الصحيح لغيره، جمع الصحة والحسن |
06 |
|
زيادة الثقة، المحفوظ والشاذ، المعروف والمنكر،
المتابعات والشواهد |
07 |
|
الاعتبار، المحكم، مختلف الحديث، الناسخ والمنسوخ، |
08 |
|
أسباب الطعن في الراوي، المدرج، المقلوب، |
09 |
|
المعضل، التدليس، المرسل الخفي، أسباب الطعن في الراوي (العدالة
واالضبط) |
10 |
|
أسباب الطعن في الراوي (العدالة واالضبط)، ( تابع )، |
11 |
|
أسباب الطعن في الراوي (العدالة واالضبط) ( تابع )،
الوضع، المتروك والمنكر، |
12 |
|
المصحف والمحرف، رواية الحديث بالمعنى، غريب الحديث،
المستور، رواية المبتدع |
13 |
|
المبهم، جهالة العين والحال، رواية المستور، رواية
المبتدع، سوء الحفظ، معرفة المختلط |
14 |
|
المرفوع، الموقوف، المقطوع، معنى المتن،ما له حكم الرفع،
قول الصحابي: من السنة |
15 |
|
تعريف الصحابي، الحديث المقطوع، معرفة المخضرم |
16 |
|
الحديث المسلسل وأنواعه، أوجه التحمل والأداء، الوجادة،
الإجازة وأنواعها |
17 |
|
الإجازة وأنواعها (تابع )، المتفق والمفترق، المؤتلف
والمختلف، المتشابه |
18 |
|
معرفة طبقات الرواة، مراتب الجرح والتعديل، أوصاف علماء
الجرح والتعديل |
19 |
|
قبول الجرح من عارف بأسبابه، تعارض جرح وتعديل، الجرح
المفسر، معرفة الرواة |
20 |
|
معرفة الرواة بالأسماء والكنى والألقاب(تابع)،كتب
الرواة، من آداب المحدث |
21 |
ويتضح من استقراء كتاب "نخبة الفكر" انه ملخص لمقدمة ابن الصلاح في علم الحديث النبوي على طريقة ابتكرها ابن حجر.
وقد بسط الحافظ ابن حجر العسقلاني هذا المختصر في شرحٍ له كذلك سماه "نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر"، قال في مقدمتها:
"فسأَلَني بَعْضُ الإِخوانِ أَنْ أُلَخِّصَ لهُ المُهِمَّ مِنْ ذَلكَ، فلخَّصْتُهُ في أوراقٍ لطيفةٍ، سَمّيتها: "نُخْبَةَ الْفِكَرِ في مصطلحِ أهلِ الأثرِ"، على ترتيبٍ ابتكَرْتُهُ، وسبيلٍ انْتَهَجْتُهُ، مع ما ضَمَمْتُ إِليهِ مِن شوارِد الفرائدِ، وزوائدِ الفوائدِ. فَرَغِبَ إليَّ، ثانيًا، أنْ أضَعَ عَليها شرحًا يَحُلُّ رموزَها، ويفتحُ كنوزَها، ويوضِّح ما خَفِيَ على المُبْتَدئ مِن ذلك، فأجبتُهُ إِلى سُؤالِهِ؛ رجاءَ الاندِراجِ في تلك المسالِك، فبالغتُ في شَرْحِها، في الإِيضاحِ والتَّوجيهِ، ونَبَّهتُ على خفايا زواياها؛ لأنَّ صاحبَ البيتِ أَدْرَى بِما فيهِ، وظَهَرَ لي أَنَّ إيرادَهُ على صورةِ الْبَسْطِ أَلْيَقُ، ودمْجَها ضِمْن توضيحها أوفقُ، فسلكتُ هذه الطريقةَ القليلةَ السالكِ".
وتتضح في "النزهة" تضلع ابن حجر العسقلاني في علوم الحديث، وصفاته العلمية؛ إذْ جاءت "النزهة": مختصرة، شاملةً، مبتكرةً في طريقة عرْضها لعلوم الحديث وتقسيمات علوم الحديث عند المحدِّثين، كما أنها عُنِي فيها مؤلفها بالتحقيق والترجيح العلميّ الرصين في مختلف مسائل هذا العلم.
وكان ابن حجر واسع الاطّلاع، صاحب باع طويل في المشاركة في مختلف أنواع علوم الحديث، ومن الأدلة على هذا: أنه قَلَّ أن يَذْكر في "النزهة" فَنًّا من فنون علوم الحديث إلا ويَذْكر أنه قد كَتَبَ فيه.
وتمتاز هذه الرسالة بما اشتملت عليه من تحقيقات علمية رصينة لا توجد في سِواها من مؤلفات هذا الفن، و"تمحيص المسائل المختلف فيها، والقضايا الشائكة، واستخراج زبدة التحقيق فيها، وذلك كثير في هذا الكتاب على إيجازه واختصاره".
وقد فرغ المؤلف -رحمه الله- من تأليفها سنة 818هـ بطلب جماعة من طلاب الحديث، منهم شمس الدين الزركشي، أَيْ أنّ تأليفها جاء بعْد نُضْجه العلميّ. وكان قد أَلّف أصلها "نُخبة الفِكَر في مصطلح أهل الأثر"، وهو مسافر، في سنة 812 هـ.
والمصنف هو ابن حَجَر العَسْقلاني (773 - 852 هـ = 1372 - 1449 م)، أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حَجَر.
• من أئمة العلم والتاريخ. أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة.
• ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث، ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ.
• وعلت له شهرة فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره، قال السخاويّ: (انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر).
• وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارفًا بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين، صبيح الوجه.
• عَنيّ ابن حجر عناية فائقة بالتدريس واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء.
• وغلب عليه تدريس عدة فنون، أشهرها:
التفسير: اشتغل ابن حجر بتدريس التفسير بالمدرسة الحسنيّة، والقبة المنصورية.
الحديث: درّس ابن حجر الحديث بشتي علومه حتي اشتهر به وغلب عليه، ولقد كثرت المدارس التي تولى تدريس الحديث فيها. وكانت الشيخونية هي أوَّل مكان ولي فيه تدريس الحديث، بأمر السلطان فرج بن برقوق وذلك في شوال سنة 808هـ، يليها قبة الخانقاه البيبرسية، والمدرسة الجمالية المستجدَّة، والجامع الطُّولوني، والقبة المنصورية، كما ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الزينية سنة 851هـ، ومشيخة إسماع الحديث بالمدرسة المحمودية، وولي أيضًا مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق.
الفقه: درّس ابن حجر الفقه بالشيخونية، والمدرسة الشَّريفية الفخرية، والكهاريَّة، وولي تدريس فقه الشافعية بالمؤيدية أوَّل ما فُتحت في ثالث جمادى الأولى سنة 822هـ، كما درّسه بالمدرسة الخروبية البدرية بمصر، والصَّالحية النجمية، والمدرسة الصلاحية المجاورة لقبة الإمام الشافعي.
• وولي قضاء مصر مرات ثم اعتزل.
• وصفه تلميذه ابن تغري بردي بقوله: "وكان عفا الله عنه ذا شيبة نيرة ووقار وأبهة، ومهابة، هذا مع ما احتوى عليه من العقل والحكمة والسكون والسياسة والدربة بالأحكام ومداراة الناس، قل أن يخاطب الشخص بما يكره، بل كان يحسن لمن يسيء إِلَيْهِ ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة والبرّ والصدقات؛ وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد". وقال تلميذه برهان الدين البقاعي وهو ممن لازمه طويلًا: "وهو أعجوبة في سرعة الفهم، وغاية في الحفظ، وآية في حسن التصور، له حدس يظن أنه الكشف، وفكر كأن وقته خفي اللطف، وتأمل يرفع الأستار من غوامض الأسرار، وصبر متين، وجلد مبين، وقلب على نوب الأيام ثابت، وجنان من صروف الدهر غير طائش. ما رأيت أكظم منه للغيظ بحيث لا يظهر عليه الغضب إلا نادرًا، ولا أجلد على ريب الزمان، يتلقاه بصدر واسع، ويظهر البشاشة حتى يظن من لا خبرة له أنه سر بذلك، يستعين على الشدائد بالصبر والصلاة".
أما تصانيفه فكثيرة جليلة، منها:
• (الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة).
• (لسان الميزان).
• (الإحكام لبيان ما في القرآن من الأحكام).
• (الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف).
• (ذيل الدرر الكامنة).
• (ألقاب الرواة).
• (تقريب التهذيب) في أسماء رجال الحديث.
• (الإصابة في تمييز أسماء الصحابة).
• (تهذيب التهذيب) في رجال الحديث.
• (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة).
• (تعريف أهل التقديس) ويعرف بطبقات المدلّسين.
• (بلوغ المرام من أدلة الأحكام).
• (المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس) جزآن، أسانيد وكتب.
• (تحفة أهل الحديث عن شيوخ الحديث).
• (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر) في اصطلاح الحديث.
• (القول المسدَّد في الذب عن مسند الإمام أحمد).
• (تسديد القوس في مختصر الفردوس للديلي).
• (تبصير المنتبه في تحرير المشتبه).
• (رفع الإصر عن قضاة مصر).
• (إنباء الغمر بأنباء العمر).
• (إتحاف المَهرة بأطراف العشرة).
• (الإعلام في من ولي مصر في الإسلام).
• (نزهة الألباب في الألقاب).
• (فتح الباري في شرح صحيح البخاري).
• (التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير).
• (تغليق التعليق)، في الحديث.
ولتلميذه السخاوي كتاب في ترجمته سماه (الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر) في مجلد ضخم.