شبكة سبيل الرشاد شبكة سبيل الرشاد

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...
recent

سؤالاً في الدعوة السلفية - العلامة الشيخ محمد بن امان الجامي رحمه الله

سؤالاً في الدعوة السلفية 

 العلامة الشيخ محمد بن امان الجامي رحمه الله 


فإن الدعوة السلفية هي الدعوة إلى العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفهمهما على ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان في العمل والفهم، وفي جميع مناحي الحياة سواء كانت في العبادات أو المعاملات، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وغيرها.
والدعوة السلفية بهذا المعنى هي دعوة الحق التي أمر الله بها في كتابه، وأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته. قال الله تعالى: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ {الأعراف: 3}، وقال تعالى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا {النساء:115} وقال تعالى: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا {البقرة: 137} وقال تعالى مثنيا على المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ. {التوبة:100}
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.. الحديث.

سلسلة دروس سؤالاً في الدعوة السلفية

إستماع

 العنوان

سؤالاً في الدعوة السلفية

الدرس 1

سؤالاً في الدعوة السلفية

الدرس 2


نبذة عن الدعوة السلفية 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فإن الدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام-، هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم، والسنة المطهرة، هذه الدعوة السلفية الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول ﷺ في مكة، ثم المدينة، من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم، توجيه الناس إلى الخير، تعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله، والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد ﷺ، وترك الإشراك بالله عزوجل، والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه هي الدعوة السلفية، وعليها درج أصحاب النبي ﷺ، فأصحاب النبي ﷺ بعد وفاته ساروا على نهجه في الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار الشرك، وتوجيه الناس إلى توحيد الله في أقوالهم وأعمالهم، كما أمرهم الله بذلك في قوله عزوجليَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21] وفي قوله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36] وفي قوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5].
فالرسول ﷺ دعا إلى هذا، وكان المشركون يتعلقون بالقبور بالأموات بالأصنام والأشجار والأحجار: يدعونها، يتمسحون بها، يتبركون بها، يستشفعون بها، يذبحون لها، ينذرون لها؛ فنهاهم عن ذلك -عليه الصلاة والسلام-، وأخبرهم أنها لا تنفع ولا تضر، وأن الواجب إخلاص العبادة لله وحده، وقال: يا قومي قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.

فلما فتح الله عليه مكة بعد الهجرة؛ كسر الأصنام، وهدم العزى، وكانت شجرة تعبد، وهدم مناة وكانت صخرة تعبد، وهدم اللات وكانت تعبد في الطائف، وهكذا جميع الأصنام كسرها، وبعث إلى القبائل والرؤساء يدعوهم إلى توحيد الله، ويأمرهم بترك عبادة الأصنام والأوثان والأولياء والأنبياء والملائكة، العبادة حق الله وحده؛ لأن الله سبحانه يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] ويقول سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] ومعنى أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وحدوا الله يعني: خصوه بالعبادة هو الذي يدعى، يرجى، يسأل، يسجد له، يركع له، يذبح له، ينذر له، أما القبور فلا يتعلق بها، لا يبنى عليها لا مساجد ولا غيرها، ولا يدعى لها من دون الله، ولا يستغاث بهم، ولا يطلب منهم الشفاعة؛ الشفاعة لله وحده قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا [الزمر:44].
وقد أنكر الله على المشركين في قوله سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[يونس:18] فأنكر الله عليهم بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[يونس:18] وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2-3] ثم قال سبحانه: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[الزمر:3] يعني: يزعمون أنهم عبدوهم للتقريب، يقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3] يعني: ما عبدنا اللات والعزى والأنبياء والملائكة ودعوناهم واستغثنا بهم؛ إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
فأنكر الله عليهم ذلك، وأكذبهم، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3] بين سبحانه أنهم كذبة في قولهم: إنها تقربهم إلى الله زلفى، كفرة في عبادتهم الأصنام والملائكة والأنبياء.

فلا يجوز أن يؤتى صاحب القبر، ويقول: يا سيدي فلان انصرني، أو أغثني، أو اقض حاجتي، أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، كل هذا منكر كل هذا من الشرك الأكبر.

في حياته لا بأس إذا كان حي تقول: يا فلان اشفع لي، مثل ما كان الصحابة في حياة النبي ﷺ يقول: اشفع لنا يارسول الله، ادع الله لنا، كان يستغيث لهم إذا أجدبوا في خطبة الجمعة وفي غيرها، وكان يدعو لهم، لا بأس في حياته. 

وهكذا يوم القيامة، إذا بعثه الله يشفع للناس يوم القيامة، أما بعد موته في البرزخ فلا يدعى لا هو ولا غيره، لا الأنبياء ولا الملائكة ولا الصالحون، لا يدعون مع الله، ولا يستغاث بهم، لكن تقول: يا رب اغفر لي، يا رب ارحمني، يا رب أصلح قلبي، يا رب ارزقني، يا رب فرج كربتي، يا رب أصلح أولادي، يا رب انصرني على عدوي، يا رب شفع في نبيك، يا رب اجعلني من أهل شفاعة نبيك -عليه الصلاة والسلام-، يا رب وفقني لطاعتك واتباع شريعتك، هكذا تقول تسأل ربك.

هذا هو الطريق الصحيح، هي هذه الطريقة السلفية التي درج عليها الرسول ﷺ، ودرج عليها أصحابه، ثم التابعون بعدهم بإحسان درجوا على هذا، وكان الصحابة ومن بعدهم يدعون إلى هذا الطريق: التمسك بكتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، وإلى إخلاص العبادة لله وحده، لا يدعى معه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صاحب قبر، ولا جني ولا شجر ولا صنم، ولا غير ذلك، العبادة حقًا الله وحده يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة:21]، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينََ حُنَفَاءَ [البينة:5] مع الإيمان بأن الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء، لا نبي بعده، أرسله الله إلى الناس كافة الجن والإنس، لا بد من هذا الإيمان أن تؤمن بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي، ثم المدني، هو رسول الله حق -عليه الصلاة والسلام-، وهو أفضل الخلق، هو سيد ولد آدم، تؤمن بهذا، وتؤمن بأن الله أرسله إلى الناس عامة: الجن والإنس، من أجاب دعوته، واتبع ما جاء به؛ فله الجنة، ومن حاد عن سبيله فله النار.
هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، من ادعى النبوة بعده كـالقاديانية يكون كافرًا؛ لأن الله سبحانه يقول: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40] -عليه الصلاة والسلام-، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله ﷺ أنه خاتم الأنبياء، يقول: إني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي -عليه الصلاة والسلام-.

ثم من تمام الدعوة السلفية: طاعة الله ورسوله، فعل الأوامر، وترك النواهي: الصلاة تصلي كما شرع الله، تزكي كما شرع الله، تصوم كما شرع الله، تحج كما شرع الله، تبر والديك، تصل أرحامك، تدعو إلى الله بالحلم والهدى، تأمر بالمعروف، تنهى عن المنكر بالأسلوب الحسن، بالرفق والحكمة، تدع المعاصي: كالزنا والعقوق والربا، قطيعة الرحم، شرب المسكر إلى غير هذا من المعاصي، تدعها، تحذرها؛ طاعة لله، وتعظيمًا لله، واتباعًا لشريعته، ترجو ثوابه، وتخشى عقابه، كل هذا داخل في الدعوة السلفية.





.....
///
****


. نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وجميع المسلمين والمسلمات .

--------------------





التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

شبكة سبيل الرشاد

2016