شبكة سبيل الرشاد شبكة سبيل الرشاد

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...
recent

من قصص الأنبياء عليهم السلام الشيخ حسن بن محمد الدغريري حفظه الله

من قصص الأنبياء عليهم السلام 

الشيخ حسن بن محمد الدغريري حفظه الله

 
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
إن الإنسان لا يستغني عن الدين، بل إنه لا حياة لمن لا دين له، وإن كانت الفطرة السليمة تتوجه بطبيعتها إلى الله عز وجل وإذا كان العقل الصحيح يقر  بالله عز وجل ، إلا إن معرفة الطريق الموصلة إلى رضا الرب الجليل ومعرفة النهج المحقق للغاية من خلق الإنسان لا تستطيع أن تقوم به الفطرة أو يقوم به العقل، بل لابد من رسلٍ يبلّغون الناس ما يُرضي ربهم، ويحذّرونهم مما يسخط الرحمن عز وجل.

 

سلسلة دروس من قصص الأنبياء عليهم السلام

إسـتــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع

العــنــــــــــوان

التحميل

قصة آدم عليه السلام 1

قصة آدم عليه السلام 2

قصة إبني آدم عليه السلام

قصة نوح عليه السلام

قصة هود عليه السلام

قصة صالح عليه السلام

قصة ابراهيم عليه السلام

قصة  لوط عليه السلام

قصة أيوب عليه السلام

إرسال الرسل مبشرين ومنذرين


الحمد لله الذي أرسل رسله مبشِّرين ومُنذِرين، وجعل سيِّدَنا محمدًا خاتم الأنبياء وإمامَ المرسلين، وتفضَّل علينا ففضَّلنا به على سائر العالَمين، أحمده وأشكرُه، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عظيم الفضل والكرم، وأشهد أنَّ سيدنا محمدًا رسولُ الله عالي الهمم، صلِّ اللهم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد:

فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24].

عباد الله، خلَق الله مِن عباده خلقًا، هم أشرفهم حسبًا ونسبًا، وأرفعهم مقامًا وقدرًا، وأكملهم خُلقًا وخَلقًا، عصمهم من جميع الرذائل، وحلَّاهم بجميع الفضائل، هؤلاء هم الرسل، جعلهم الله خلفاءَ في أرضِه، وأمناء على وَحْيه، وهادين لخلقه، بيَّنوا لهم سبل الهدى، وحذروهم طريق الرَّدى، مَن اتبع هداهم كان من الفائزين، ومَن حاد عن طريقهم فهو من الضالين الخاسرين.

وجرت سُنَّة الله تعالى أن يُرسِل إلى كل أمة رسولًا منها، يبين لها الصواب، ويُخوِّفها العقاب؛ كي تنقطع الحجة، ولا يكون لها عند الله معذرة؛ قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].

ولَمَّا رفع اللهُ سيِّدَنا عيسى ابن مريم إلى السماء، اختلف قومه مِن بعده اختلافًا كثيرًا، وضلوا ضلالًا مبينًا، حتى انتشر الفساد، وعم البلاء، وامتلأتِ الأرض ظلمًا وعدوانًا، وتحوَّل الإيمان كفرًا وطغيانًا، واتَّخذ الناس من الأحجار آلهةً، واتبعوا خطوات الشياطين.

ولَمَّا أراد الله أن يُخرِج العالَم من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، أرسل خاتم النبيين سيِّدنا محمدَ بن عبدالله إلى الناس بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

ولقيَ صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة كما لقي إخوانه الأنبياء من قبله في تبليغ الرسالة صنوفَ الأذى، وأنواع الشدائد، فما كلَّت له عزيمة، ولا ضعُفت له همة، وما ازداد مع شدة الإيذاء إلا صبرًا، ومع غاية السفاهة إلا حلمًا، وكان مع كل هذا يقول: ((اللهم اهد قومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

ولم يزل صلى الله عليه وسلم يجاهد ويجالد، ويصابر ويكابد؛ حتى أقام الله به الأمة العوجاء، ونشر به الحنيفيَّة السمحاء، وأزاح به معالم الغَواية، وأنار به معالم الهداية، وفي ذلك عبرة للصابرين.

فجزى الله عنا سيدنا محمدًا خيرًا؛ فقد أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، وأنقذنا من الضلال، وهدانا إلى الحق وإلى طريق مستقيم، جزى الله عنا سيدنا محمدًا خيرًا؛ فقد كان بنا رحيمًا، وعلينا حليمًا، ولنا ناصحًا، وكان كما قال الله: ﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فيا أمة المصطفى، ما لكم لا تذكرون نعمةَ الله عليكم، وقد هداكم للإيمان، وبعث فيكم سيِّدَ وَلَدِ عدنان، وكشف عنكم به الغمة، وجعلكم لأجله خيرَ أمة، وأورثكم النور المبين؟! ألَا فاذكُروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلًا، وجدُّوا في الصالحات، وتجنَّبوا السيئات، واستغفروا الله، إن الله غفور رحيم.

الحديث: ((أُعطِيتُ خمسًا لم يُعطَهن أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهرٍ، وجُعِلت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا؛ فأيما رجلٍ مِن أمتي أدركَتْه الصلاةُ فليُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطِيتُ الشفاعة، وكان النبيُّ يُبعث إلى قومه خاصَّة، وبُعثت إلى الناس عامة))؛ البخاري ومسلم، عن جابر.

آخر: ((إن لي أسماءً، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشرُ، الذي يُحشَر الناس على قدمي، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقبُ [الذي ليس بعده نبي]))؛ البخاري، والترمذي، والنسائي.

ولَمَّا كانتِ الرسالةُ أشرفَ وظيفة.

ولَمَّا كانتِ الرسالة واسطة بين العابد والمعبود، وسفارة بين الخلق والحق، وواسطة بين الله وبين عباده.

ولَمَّا كانتِ الرسالةُ أشرفَ منزلة، وأجلَّ مرتبة، وأعظم مِنْحة إلهيَّة، يختص الله بها مَن يشاء مِن عبادِه؛ ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124] - كان من الضروري أن يتَّصف الرسل جميعًا بالصدق والأمانة، ومن الأمور الضرورية والعقائد الدينية أن نصفهم بالصدق والتبليغ والفطانة، وبالبعد عن كل نقص في الطبائع البشرية.

ولم تزلِ الرسلُ تتوالى بتوالي الأمم، وتتعاقب على مرِّ الزمن، كما قال تعالى: ﴿ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 44].

ثم أرسل سيَّدنا عيسى ابن مريم إلى بني إسرائيل يُبشِّرهم بقدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما أخبر الله سبحانه: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].
 



.....
///
****
اخوكم/ ياسين السويدي
. نسأل الله أن يغفر لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم وجميع المسلمين والمسلمات .
--------------------






التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

شبكة سبيل الرشاد

2016