وصايا ونصائح المرأة المسلمة
سلسلة محاضرات
الشيخ العلامة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله
تكريم الإسلام للمرأة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
رسالة إلى المرأة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
مسئولية المرأة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
مسئولية النساء الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
أحكام تخص المرأة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
قضية حرية المرأة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
..................
........
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) .
(( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
أما بعد :
فإن الله خلق الخلق لعبادته وربط سعادتهم في الدنيا والآخرة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى :
(( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون , ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ))
وقال تعالى في سورة النحل :
(( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبةولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) .
ومن ما ذكر نعلم أن سعادتنا نحن المسلمين ذكورا وإناثا في الالتزام بشريعة ربنا عقيدة وسلوكا ومنهج حياة فيما يجب علينا نحو ربنا وفيما يجب علينا نحو بعضنا بعضا وفي الالتزام الشخصي في أزيائنا ولباسنا ونومنا و يقضتنا وأخذنا وإعطائنا وأكلنا وشربنا وفي كل شيء منا ابتداء بالتوحيد والصلاة وانتهاء بأصغر شيء من أمورنا وبذلك نكون مسلمين حقا نسعى في إرضاء مولانا جل وعلا ونستجيب لندائه حيث يقول تعالى :
(( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجأيومئذ وما لكم من نكير )) ,
وحيث يقول تعالى :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) .
يا معشر المسلمات اتقين الله واخشين عذابه واحرصن على كسب مرضاته ونيل جنته في حياة لا نهاية لها ونعيم لا انقطاع له , يا معشر المسلمات إنه لا يصح شرعا ولا عقلا أن نتلقى من الله الصلاة والصوم ونتلقى من الغرب أو من الشرق اللباس والأزياء والموضات إن الذي أنزل قوله تعالى :
(( ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمينمن أنصار ))
وأنزل قوله تعالى :
(( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ))
هو الذي أنزل قوله تعالى :
(( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) .
والمقصود أن الذي تَعَبَدَ خلقه بالتوحيد والصلاة والصوم هو الذي تعبدهم بالحجاب والآداب في اللباس والأزياء وفي الأكل والشرب والنوم واليقظة حتى في آداب الخلاء والأكل والشرب وغير ذلك .
يا معشر المسلمات إن الواجب على كل مسلمة أن تؤدي عبادة ربها امتثالا لقوله تعالى :
(( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون , الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) .
إن العبادة بمعناها الشامل أن توحد المرأة ربها وأن تصلي خمسها وأن تؤدي زكاة مالها وأن تصوم شهرها وأن تحج بيت ربها على نحو ما شرعه الله في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وأن تتعامل مع والديها ومع زوجها وأولادها وذوي الأرحام من أهلها وجيرانها وسائر المسلمين بما شرع الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فحق الله على عباده التوحيد وأن يفرد بالعبادة من دعاء ورجاء ورغبة ورهبة واستعاذة واستعانة فمن دعا غيره عند النوائب أو لجأ إلى غيره عند الشدائد فقد أشرك به شركا أكبر موجبا للخلود في النار ,
قال تعالى :
(( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) ,
وفي حديث معاذ أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم .
قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ... الحديث .
فإن فعلوا كان حقا عليه ألا يعذبهم ومن ترك الصلاة من ذكر أو أنثى ممن بلغ سن التكليف عامدا فقد كفر لما ثبت في ذلك من الأدلة كقوله صلى الله عليه وسلم
" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "
وهكذا سائر العبادات يجب على المسلم أن يؤديها لربه طائعا مختارا وأن يتعامل مع الناس على نحو ما شرع الله عبودية لله وأداء لما افترض واعترافا بالمعروف والجميل لأهله فحق الوالدين على الولد ذكرا كان أو أنثى أن يبرهما ويحسن إليهما لأن الله قرن حقهما بحقه فقال تعالى :
فبالله ما أعظم تعاليم الإسلام , وأنقاها وما أروعها وأنفعها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
هذا والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا